ساندى الادارة
الجنس : المشاركات : 1611 تاريخ التسجيل : 10/07/2009 الاقامة : اسيوط العمل : طالبه جامعيه المزاج : حلوه الحمد لله
| موضوع: لماذا صدقت الناس؟!! الخميس يناير 28, 2010 10:07 am | |
| لماذا كنت بتلك السذاجة حتى أصدق تلك الكلمات البراقة المبهرة التى تنتشر حولى ؟ أين كان عقلى وعينى حتى أرى الحقيقة التى أدركها الجميع وسقطت فى خداعها بدون حذر؟
لقد سقتنى أمى شعارات كبيرة وقوانين صارمة زرعتها فى وجدانى وكانت تقاتل كى لاأحيد عنها ،لقد ربتنى أن أحذر من الحب وأى مشاعر تنبت ولو طفيفة نحو أى إنسان ،فالزواج قرارها هى لانها لن تختار لى سىء أو قبيح —–
صدقتها أغلقت نوافذ قلبى ونبضاته الظمآن إلى الحنان والعطف منيت نفسى بأنى ساتزوج رجل أفخر عليه بانه الرجل الأول والنظرة الأول .
جلست أمى تتفاخر وسط الجيران والصحاب بأخلاقى وألتزمى ،وطرق الخطاب الباب وكانت منافسة فاز فيها رجل مؤهلاته أنه يستطيع أن يجعل أهلى يفخرون به ،اسم وعائلة ومركز ،أخذ يردد على أننى كنت حلم عمره وأنه لم يكن ليتزوج لو لم يقابلنى ،فهو لايثق بأخلاق بنات هذه الأيام.
كم كنت ساذجة عندما صدقت تلك التمثيلية الغبية!!! لقد أختارنى لانى ساذجة يسهل أن يضحك على بكلماته البراقة فيجعلنى أنفذ كل مايقول دون أن أرى حقيقة أخلاقه وفجوره وكذبه ،كان يعبث وينصب وينتهك أعراض الناس ليرجع إلى البيت مطمئن إلى تلك المرأة الجاهلة التى وفرت له الراحة والآمان والبيت النظيف واللقمة الطرية والأطفال الذين يفخر بهم . الذى دمرنى أن أهلى كانوا يعلمون كل هذا عنه لكنهم صمتوا تركونى أغوص وسط تلك الأوحال بلا درع ولا من يساندنى ،بل جاءتنى أمى غاضبة تحذرنى أن استمع لكلام الناس، هو رجل يفعل مايريد وواجبك أن تنفذى أوامره لانه من يطعمك ويوفر احتياجتك _ ويعطى هدايا لأهلى كى يصمتوا _وأضافت أنى أصبحت غريبة عنهم ولا يمكن أن يستقبلونى فى بيتهم إلا فى الزيارات ولن يفتحوا الباب إذا فكرت أن اترك بيت زوجى.
عندما أمشى فى الشارع وأرى فى عيون البنات نظرة الأمل والنشاط وحب الحياة أحسدهم على تلك النعمة التى لاتقدر بثمن ،لقد سخر زوجى من جهلى بامور الحب والعشق تعامل معى كجسد يعبث بى كما يريد ثم يلقينى ولا يلتفت إلى ،كان يؤكد لى فى كل مناسبة أنه اختارنى لانى جاهلة بتلك الأمور لكن مع الأيام تغيرت كلماته حتى قال لى ليتك كنت أحببت ولو لمرة على الأقل كنت عرفت إن كان لك قلب ليعشق أو أن فيك ما يغرى رجل على الحب ،قال أنه يخشى أن يكون هو المغفل الوحيد الذى رضى بى.
كنت أمشى فى عز قيظ الصيف والشمس تذيب رأسى وعينى من لسعتها وأنا أحمل أثقال من طلبات البيت، وأخذت اتمنى أن يمر زوجى بعربته صدفة فيحملنى معه وأخذت اتذكر السنين التى أخذت أوفر فيها كل قرش وأحرم نفسى من كوب عصير فى مثل ذلك اليوم كى أوفر لزوجى أن يشترى السيارة الفارهة التى كانت أمله الأول ،هل تتصوروا أنى لم اركبها إلى الآن ،لقد انطلق زوجى بها ليفخر أمام أصدقاءه ومعارفه وزملاءه فى العمل وتحجج بأنه يريد أن يضاعف من عمله كى يسدد أقساطه وأنا الساذجة الجاهلة كالعادة صدقته —–.
تحقق الأمل وجدته يمر أمامى كانت تفوح من السيارة العطر والخيلاء ورائحة التكيف وعشت ثوانى أننى سأكون بداخلها ،لكن السيارة مرت مسرعة ،كان زوجى ومعه امرأة شعرها ينساب على كتفها الأيمن ويسقط على صدرها البارز فى تحدى أثار جنون غضبى ،وزادت النار عندما لمحت فى عين زوجى خشوع وسعادة أمام هذا الجمال وكانا يضحكان فى انسجام تام. عندما ألتقينا فى المساء أكد لى زوجى أنه كان فى مهمة عمل ولان هذا الوقت لن يجد فيه تاكسى فاضطر أن يوفر ويأخذ سيارته ،لكن هذا الموقف تكرر بعد شهر فى شارع أخر دخلت فيه بالصدفة وكأن القدر يريد أن يعطى تلك العمياء عين كى ترى غباءها ،وجدتنى اقفز أمام السيارة مستعدة للموت كى أركب ما تعبت سنين كى يملكه زوجى،نزل زوجى من السيارة وفى عينه غضب يداريه عن تلك الأخرى التى كانت تجلس فى استرخاء ممتع - لم اجربه من قبل- .
جذبنى زوجى من ذراعى وقال :أيه المنظر المقرف هذا ؟!!!
قلت له هذا الخضار واللحم ذهبت إلى أخر الدنيا كى أوفر لك جنيهات كى تشترى تلك السيارة التى تركب فيها غيرى. -رد فى حدة ،خذى تاكسى مستحيل أفسد سيارتى بهذا القرف،ثم أزاحنى وانطلق بالسيارة.
عاد زوجى مبكرا من الخارج ودفع الباب بعنف وظل يضربنى ويشتمنى لساعات وعندما دقت الساعة منتصف الليل ،جرنى من ذراعى إلى باب الشقة وقال مادمتى لاتحفظين النعمة التى تحى فيها فلتخرجى إلى الشارع تشبست بقدمه أقبلها أن يتركنى ولن أغضبه ثانية ،لكنه لم يسمعنى ألقى بى إلى الخارج وأغلق الباب ،خرجت إلى الشارع ابحث عن أحد استغيث به لكن المنطقة التى نسكن فيها كانت على أطراف الصحراء ،كنت مجروحة والدماء تتفجر منى ومن قلبى وجسدى ينتفض بشدة ،كانت البيوت البعيدة تفوح منها رائحة الدفء والسكينة بينما كان البرد ينشر فى عظامى وقفت ساعة اتمنى أن يفتح أحد شباكة وينظر إلى يغيثنى لكن لم يتحرك أحد —– نام الجميع ونسوا أن فى الشوارع قلوب تتفطر من البرد والخوف.
وعندما لاحت لى سيارة من بعيد انطلقت إليها كانت سيارة أجرة تاه قائدها ولم يجد من يغيثه غيرى ،ووقف ينتظر المساعدة وعندما دقق فى وجه صعق لقد تزاحمت الدموع والجروح والألم والكلمات ولم تخرج من فمى غير همهمات مستغيثه وأخذت ارفع أصبعى إلى شباك منزلى أحاول أن أفهمه لكن لم يخرج من فمى غير النحيب المر ،وعجزت أن أجمع الحروف لأكون كلمة يفهمها الرجل الذى أصيب بحيرة وتشتت يقلب عينيه فى المنطقة كى يجد من يغعيثنا سويا .
نظرت إلى السماء استغيث بالله كى يساعدنى أن أنطق ولو كلمة ثم ركعت على الأرض وألصقت كفى بالتراب أشكو إلى الله تعالى عجزى وقلة حيلتى.
رفعنى الرجل من على الأرض وحملنى فى سيارته وانطلق مبتعدا عن المكان وأخذ يردد أدعية يستغيث فيها ويسبح الله تعالى حتى وجد سيارة فسأل عن الطريق فدله وانطلق إلى كورنيش النيل ووقف ونزل من السيارة .
عندما استعدت نفسى نزلت إليه وفى كلمات متقطع شرحت له موقفى فركب السيارة وحملنى إلى بيت أهلى ،ألجمت المفاجأة الجميع لكن سائق التاكس انطلق فى غضب يلوم أهلى وختم كلامه لو أنكم لاتريدونهااذبحوها وبيعوا لحمها للجزار لكن لاتلقوا بها إلى مثل هذا الحيوان ،اتمنى لها أن تموت ولاترجع لهذا الجبان مرة ثانية .
مد الرئيس الامريكى يده إلى يصافحنى ويعطينى جائزة على مشروع تقدمت به لحل أزمة وخطأ كبير كانت تعانى منه أحدى الشركات الامريكية العالمية ،قال الرئيس الامريكى فى تعجب لو كنت أمريكية لم أكن اترككى ترحلين عن وطنك بأى ثمن لماذا تركوك فى وطنك ترحلين؟!!!
عندما عدت إلى بيتى جاءنى الخبر بأنى زوجى السابق مات فى حادث سيارة فى الطريق الصحراوى ومن عجائب القدر أنه خرج من السيارة وهو ينزف يبحث عن أحد يغيثه لكن الأغاثة جاءته عبارة عن مجموعة كلاب ضالة مزقت جسده حتى شوهته ومات ولم يدرِ أحد به إلا فى صباح اليوم التالى .
اتصل بى عدد كبير من الأقارب والأصدقاء وكانوا يرددوا: هذا انتقام الله منه .
وأصبحت قصتى عبرة لكل من عرفنى ،عندما عدت إلى مصر زرت سائق التاكسى الذى ساعدنى قبل ،أخذت بناته الأربعة يرحبن بى بحرارة ،ثم أخذ هذا الرجل الطيب ينظر لبنته الكبيرة ويهمس لى لقد جاءنا عريس الشهر الماضى وطلب يد( منى) قال أنه لن يكلفنى شيئا وتعاهد على أن يجعل( منى) تكمل تعليمها فى بيته وبذلك يخفف من حملى الثقيل ،لكنى قلت له يا ابنى أنا احترمك وأقدرك لكن لاأريد أن تأخذ ابنتى الآن ويحدث خلاف بينكما بعد عدة سنوات وترجع( منى) مع أربع أطفال ،وإذا كنت أكافح كى أطعمهم وأنا بصحتى فساعتها لن أملك الصحة لها ولابناءها ،لو كنت تحبه فلتنتظرها حتى تنضج . | |
|